عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني
يقول الرسول عن الصحابة انهم اخيار و يقول ابراهيم عيسي - القتلة الاوائل - كما
عنون هذة الرواية .
ان غرض هذة الرواية هو عرض بداية فتنة الاسلام بفتنة مقتل عثمان رضي الله عنه و لقد
اراد عيسي من خلال سطور هذة الرواية ان يظهر لنا الصحابة ليسوا الا بشرا عاديين
تماما بل و قتلة و متأمرون و يخونوا بعضهم البعض فهذا بن الخطاب يخون بن العاص و
عمرو يرد عليه التهمة بالكذب والزبير يبارك قتل عثمان و طلحة يمول القتلة و ينفق
عليهم و علي بن ابي طالب يصمت لا يحرك ساكن و عمار يؤلب و يؤجج نار الثورة ضد عثمان
- مع التأكيد الدائم ان الصراع ليس صراع سياسي بحت بل هو صراع تكفيري فلم يكف علي
لسان الشخصيات جملة عثمان الكافر .
الاصل ان هؤلا الصحابة ليسوا بأخيار كما يقول النبي و انما حفنة قتلة كما ارادهم
ابراهيم عيسي .. لقد طعن عيسي طعنته في الصحابة و كانت بحق نافذة .. نافذة الي
العقول المشوشة و هي طعنة لازاحة الصورة الملائكية للصحابة في عقول عامة المسلمين
فهؤلاء الصحابة ليسوا فقط الملائكة الصوامين و القوامين المجاهين بأنفسهم في سبيل
الله بل هو ايضا قتلة يتصارعون علي الدنيا . مما يدلل علي كلامي هذا اكثر انه حتي
سيدنا حمزة و الذي لم يعاصر اي فتن و كان من الشهداء الاوائل في الاسلام ناله نصيب
في الرواية فهذا عثمان يذكرعلي ابن ابي طالب بموقف له مع حمزة من باب المداعبة ان
حمزة في احدي مرات سكر له و لم يكن الخمر حرم وقتها بعد , انه عندما جار عليه في
شىء ما و لما اشتكي علي للنبي اذا بحمزة السكران يتجرأ علي النبي و علي و يصيح فيهم
ما انتم الا عبيد لأبي بالطبع الرواية سواء صحت ام لا انما الغرض منها ان تكون هناك
صورة اخري تزاحم العقول فحمزة ليس فقط الشهيد اسد الله بل هو ايضا سكير
رواية تحمل الكثير من علامات الاستفهام و تحتاج الي كثير من المراجعة و التدقيق و
التثبت مما ورد فيها من احداث علي لسان صحابة رسول الله
اما الرواية كرواية بعيدا عن صحة الوقائع و الشخصيات فكانت رائعة بسلاسة الاسلوب و
تسلسل الاحداث المرتب فيكفي علي غزارة احداثها و عدد صفحتها الا انه لم يتسلل الي
اي شعور بالملل اطلاقا بل كنت ألتهم الصفحات ألتهاما للوصول الي اخر صفحاتها