Friday, February 22, 2013

اولاد حارتنا – نجيب محفوظ

مبدع و عبقري .. ماذا قد تعني هاتان الكلمتان ان لم تطلق علي نجيب محفوظ بعد قرأة هذة الرواية ؟ جد اجتهد في تكفير محفوظ بعد هذة الرواية علي اعتبار انه قد اقتبس قصص الانبياء و شبههم بأبطال الرواية و شطح البعض منهم الي ظن بانه مثل الله سبحانه و تعالي ايضا بأحدي الشخصيات .. !! قد نستشعر بذلك في بعض الشخصيات و لكن ليس الظن كما اعتقد ذوي الفكر القاصر .. الاصل هو فكرة الرمزية .. الرمزية في الاحداث و ليس الاشخاص .. فكرة ان قصص الانبياء ليست مجرد اساطير انتهت مع انتهاء عهدها و هي مجرد احاديث تروى الان فقط ... بل هي واقع و نعيشة كل يوم .. تتغير الشخصيات و لكن الاحداث واحدة .. تتغير الاماكن و الازمان و لكن المباديء واحدة و المدافعين عنها ايضا نفس الاشخاص و لكن بأختلاف الاسماء و اختلاف الطريقة .. علي سبيل المثال قد نظن في حكاية "جبل" و هو احدي شخصيات الرواية هو نفسة سيدنا موسي علية السلام و لكن قد يتغير الاسم و الحدث واحد ذهب موسي الي فرعون ليأخذ حق بنو اسرائيل و الخروج بهم و ذهب جبل الي ناظر الوقف ليأخذ حق اهل الحارة .. و انجلي الي نفس المنظر في اللوحة الشهيرة للزعيم أحمد عرابي ذاهبا الي الخديوى طالبا حق المصريين .. الاصل هنا هو الرمزية و ليس التمثيل .. هو لا يمثل الرسل بالاشخاص في الرواية و لكنة يرمز الي الحدث و ان الحدث لا يتنهي بل هو يتكرر كل يوم و لكن كما ذكر هو مرارا و تكرارا في الرواية ان "افه حارتنا النسيان !"
في هذا الرواية لا تكمن عبقرية محفوظ في اسلوبة فقط الذي اعتادنا علية في كل رواية و سلاسة التعبير و دقة الالفاظ بل العبقرية و الابداع في الفكرة من الاصل و الجرأة علي الاقتباس من القصص النبوي و تبسيطة في الصورة الواقعية التي يعيشها الناس في وقتنا الحالي
--
Safe Creative #0906124013349
Page copy protected against web site content infringement by Copyscape

Subscribe Now