تخيل نفسك تقوم من فراشك في الصباح لتجد نفسك و قد تحولت الي حشرة عملاقة .. هي ليست رواية خيال علمي لذلك نجد ان كافكا لم يهتم
اطلاقا ليجد مبرارات او اسباب كيف تحول غريغور بطل الرواية الي هذا الكائن .. بل علي العكس اقحم القارىء مباشرة الي الجانب الانساني لما
بعد الحدث و تبعياته .
اقحمنا مباشرة في الحالة النفسية التي انتابت الاسرة المكونة من اب و ام في سن الشيخوخة و الاخت الصغري ذات الاعوام السبعة عشر .
لم يغفل كافكا الجانب النفسي لغريغور نفسة " المتحول" حيث انه تحول في الشكل فقط و لكنة ظل محتفظ بأنسانيته و مشاعرة الانسانية لذك
عشنا معه كافة الاحاسيس التي مر بها ,, الشعور بالحزن و اليأس و الشعور بالذنب تجاه اسرته التي كان يمثل العائل الاساسي و الوحد لها .
لقد اقحمني كافكا في العائلة رغم عني فقد ارانا كيف هي قناعة الام و الاخت بضرورة الاهتمام بغريغور حتي و هو علي هذة الهيئة ثم هذا التغير
النفسي للاخت الصغري الذي جعلها توافق علي ضرورة التخلص منه .
حالة شديدة من الحزن انتابتني خلال قراءتي لهذة الرواية .. لقد تمكن كافكا مني بالكامل عندما جعلني اتمني مع الاسرة ان يعود غريغور الي
حالته الانسانية الاصليه ليحكي لنا اكثر عن هذا الشعور القذر ,, و ليس شعور ان تكون حشرة اقصد و لكنة الشعور بالعجز ... تسمع و تفهم كل
من حولك و تشعر بهم و بكم الاسي و البؤس الذي وصلوا اليهم و لكن انت غير قادر حتي علي ان ترد لهم حديثا او ان تحدثهم حتي عن ما قد ألم
بك من الم ... تمنيت ان يعو غريغور الي حالته و لكن للاسف فقد فجعني كافكا بموته بعد حالة من الاكتأب و الكأبه و اليأس الشديد التي ألمت به .
رواية غير طبيعية لا يكفي ان يقال عنها رائعة ... هي لا تستحق القراءة بل تستحق الدراسة .
No comments:
Post a Comment