فعلا الكتاب صعب التقييم ... لدرجة اني كنت بسئل نفسى احيانا و انا بقراء الكتاب " ايه ماهية الكتاب اصلا"
بداية الكتاب نقد لقصة الخلق من التوراة و نقد للفترات الزمنية التي علي اساسها يقيس بعض العلماء و هو نقد لا جديد فية فمن المعروف لأي قارىء و ليس باحث انه لو تتبع المسار الزمني للانبياء من التوراة سيجد العجب
ثم بعد ذلك دخولا للنظرية العلمية ثم نقد بمجمل القول للفكرة الدارونية من الاصل و التسليم بفكرة الخلق المستقل .. و بالطبع اذا كنا نقوم بعمل بحثوي تفند النظرية اي ما كانت و يتم علي اساسها الرد اما رفض بمجمل القول فهذا غير منصف و غير علمي
ثم بعد ذلك شروح قرآنية لم اجد فيها الجديد للتسميات و المعاني و فكرة الخلق و هكذا
اضافة الي ذلك و ما يهمني دائما في اي كتاب علمي ذو طابع بحثي و هو المراجع .. فهو ان دق التعبير اعتمد علي مؤلفات صديقة عربية اضافة الي قصاصات الجرائد و بعض المعلومات السمعية
بصراحة الكتاب اذهلني و احبطني خصوصا و كنت اتوقع كتاب يهز اركان الفكر لما سمعته عنة و انه كان ممنوع من النشر بالاضافة لقيمة عبد الصبور شاهين كأسم
عندما انتهيت من رواية المرايا حزنت كثيرا لانها توقفت في
التأريخ من خلال الشخصيات حتي سنة 70 و تمنيت لو اكمل العبقري محفوظ حتي فترة الحرب
وما بعدها لأراها بعين قلمه و لكن ها هي يوم مقتل الزعيم تكمل ما اردت , هي لا تحكي
فترة الحرب و لكن ما بعدها و بعد كامب ديفيد و الانفتاح و تأثير هذا علي الحالة النفسية
للمصري من خلال عرض و سرد رائع لثلاث شخصيات فقط
--
الرواية قد تبدو تقليدية تماما لا جديد فيها علي الاطلاق
.. و لكن عندما تكون الرواية لنجيب محفوظ فيجب التركيز تماما في الرمزية و ما وراء
الحدث و السرد و عدم النظر له بسطحية - علي سبيل المثال يقول علي لسان شخصية علوان
فواز و هو يدخل عمله في الشركة القطاع عام " أقرا علي مدخلها بالبنط العريض –
ادخلوها بلا امل - " و هذة الجملة مقتبسة من الكوميديا الالهية كتاب الجحيم
لدانتي "ايها الداخلون اطرحوا عنكم كل امل" فلا فرق كبير بين العمل في
القطاع العام و الجحيم , و ايضا في حديثة المتصل عن جمال عبد الناصر و السادات و
في جملته التي يشير فيها عن السادات "الزي زي هتلر و الفعل شارلي شابلن"
و هكذا لا يخلوا سطر من الرواية من اي ايحاء او مقصد او ترميز لشىء ما في تلك
الفترة عن الانفتاح و ما بعد الحرب
--